فصل: سنة أربع وستين ومائة فيها أقبل ميخائيل البطريق وطازاد الأرمني

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة أربع وستين ومائة فيها أقبل ميخائيل البطريق وطازاد الأرمني لعنهما الله في تسعي ألفًا‏.‏

ففشل عبد الكبير ومنع المسلمين من الملتقى ورد فهم المهدي بضرب عنقه وسجنه‏.‏

وفيها توفي إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني شيخ آل طلحة عن سن عالية‏.‏

روى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعن عمته موسى وعيسى‏.‏

وآخر روى عنه بشر بن الوليد الكندي‏.‏

وهو متروك الحديث‏.‏

وفيها أبو معاوية شيبان النحوي الكوفي‏.‏

نزل بغداد‏.‏

وروى عن الحسن وطائفة بعده‏.‏

وكان

وفيها عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني الفقيه‏.‏

روى عن الزهري وطبقته‏.‏

وكان إمامًا مفتيًا صاحب حلقة‏.‏

وفيها مبارك بن فضالة البصري مولى قريش‏.‏

روى عن الحسن وبكر المزني وطائفة‏.‏

وكان من كبار المحدثين والنساك‏.‏

وكان يحيى القطان يحسن الثناء عليه‏.‏

وقال أبو داود‏:‏ مدلس‏.‏

فإذا قال حديثًا فهو ثبت‏.‏

وقال مبارك‏:‏ جالست الحسن ثلاث عشرة سنة‏.‏

وقال أحمد‏:‏ مارواه عن الحسن يحتج به‏.‏

وفيها أو في التي تليها عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي الدمشقي‏.‏

يروي بن القاسم ومكحول وكان بن أشراف البلد‏.‏

عمر تسعين سنة‏.‏

سنة خمس وستين ومائة فيها غزا المسلمون غزوة مشهورة وعليهم هارون الرشيد وهو صبي أمرد‏.‏

وفي خدمته الربيع الحاجب‏.‏

فافتتحوا ماجدة من الروم والتقوا الروم وهزموهم ثم ساروا حتى وصلوا إلى خليج القسصنطينية وقتلوا وسبوا‏.‏

وصالحتهم ملكة الروم على مال جليل‏.‏

فقيل إنه قتل من الروم في هذه الغزوة المباركة خمسون ألفًا‏.‏

وغنم المسلمون ما لا يحصى حتى بيع الفرس بدرهم والبغل الجيد بعشرة دراهم‏.‏

وفيها توفي سليمان بن المغيرة البصري عالم أهل البصرة في وقته‏.‏

روى عن ابن سيرين وثابت‏.‏

قال شعبة‏:‏ هو سيد أهل البصرة‏.‏

وقال الخريبي‏:‏ ما رأيت بصريًا أفضل منه‏.‏

وقال أحمد‏:‏ ثبت ثبت‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي الزاهد عن تسعين سنة‏.‏

روى عن خالد بن معدان وطبقته‏.‏

قال أحد بن حنبل‏:‏ كان عابد أهل الشام‏.‏

وذكر من فضله‏.‏

وقال أبو داود‏:‏ كان مجاب الدعوة‏.‏

وكانت فيه سلامة‏.‏

وما به بأس‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ ثقة‏.‏

وفيها توفي معروف بن مشكان قارئ أهل مكة‏.‏

وأحد أصحاب ابن كثير‏.‏

وقد سمع من عطاء وغيره‏.‏

وفيها وهيب بن خالد أبو بكر البصري الحافظ‏.‏

روى عن منصور وطائفة كبيرة‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ يقال لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه‏.‏

وفيها خالد بن برمك وزير السفاح وجد جعفر البرمكي عن خمس وسبعين سنة‏.‏

وكان يتهم بالمجوسية‏.‏

وفيها في آخر يوم منها أبو الأشهب العطاردي جعفر بن حبان بالبصرة روى عن أبي رجاء العطاردي والحسن والكبار وعاش خمسًا وتسعين سنة‏.‏

سنة ست وستين ومائة فيها قبض المهدي على وزيره يعقوب بن داود لكونه أعطاه هاشميًا من ولد فاطمة رضي الله عنه ليقتله فاصطنعه وهربه‏.‏

فظفر به الأعوان وكان يعقوب شيعيًا يميل إلى الزيدية ويقربهم‏.‏

وفيها توفي أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين من كبار محدثي دمشق‏.‏

روى عن القاسم أبي عبد الرحمن وطائفة‏.‏

وفيها معقل بن عبد الله الجزري من كبار علماء الجزيرة‏.‏

روى عن عطاء بن أبي رباح وميمون بن مهران والكبار‏.‏

وفيها أبو بكر النهشلي الكوفي وفي اسمه أقوال‏.‏

روى عن أبي بكر ابن أبي موسى الأشعري

سنة سبع وستين ومائة فيها جد المهدي في طلب الزنادقة في الآفاق وأكثر الفحص عنهم وقتل طائفة‏.‏

وفيها أمر بالزيادة في المسجد الحرام وغرم عليها أموالًا عظيمةً ودخلت فيه دور كبيرة‏.‏

وفيها توفي عالم أهل البصرة حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري الحافظ‏.‏

في أواخر السنة‏.‏

سمع قتادة وأبا جمرة الضبيعي وطبقتهما‏.‏

وكان سيد أهل وقته‏.‏

قال وهيب بن خالد‏:‏ حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا‏.‏

وقال ابن المديني‏:‏ كان عند يحيى بن ضريس عن حماد بن سلمة عشر آلاف حديث‏.‏

وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ لو قيل الحماد بن سلمة إنك تموت غدًا ما قدر أن يزد في العمل شيئًا‏.‏

وقال شهاب البلخي‏:‏ كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان فصيحًا مفوهًا إمامًا في العربية صاحب سنة‏.‏

وله تصانيف في الحديث‏.‏

وكان بطائنيًا‏.‏

فروى سوار بن عبد الله عن أبيه قال‏:‏ كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه‏.‏

فإذا ربح ثوب حبة أو حبتين شد جونته وقام‏.‏

وقال موسى بن اسماعيل‏:‏ لو قلت إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكًا لصدقت‏.‏

كان يحدث أو يسبح أو يقرأ أو يصلي قد قسم النهار على ذاك‏.‏

وفيها الحسن بن صالح بن حي الهمداني فقيه الكوفة وعابدها‏.‏

روى عن سماك بن حرب وطبقته‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ ما رأيت أفضل منه‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ ثقة حافظ متقن‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ يكتب رأي الحسن بن صالح يكتب رأي الأوزاعي‏.‏

وهؤلاء ثقات‏.‏

وقال وكيع‏:‏ الحسن بن صالح يشبه سعيد بن جبير كان هو وأخوه علي وأمهما قد جزءا الليل ثلاثة أجزاء‏.‏

فماتت‏.‏

فقسما الليل بينهما‏.‏

فمات علي‏.‏

فقام حسن الليل كله‏.‏

قلت‏:‏ مات سنة أربع وخمسين‏.‏

وهما توأم‏.‏

أخرج مما مسلم‏.‏

وفيها الربيع بن مسلم الجمحي مولاهم البصري‏.‏

وكان من بقايا أصحاب الحسن‏.‏

وفيها مفضل بن مهلهل السعدي الكوفي صاحب منصور‏.‏

قال أحمد العجلي‏:‏ كان ثقة صاحب سنة وفضل وفقه‏.‏

لما مات الثوري جاء أصحابه إلى وفيها فقيه الشام بعد الأوزاعي أبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخي‏.‏

عن نحو ثمانين سنة‏.‏

أخذ بن مكحول وربيعة بن يزيد القصير ونافع مولى ابن عمر وخلق‏.‏

وكان صالحًا قانتًا خاشعًا‏.‏

قال‏:‏ ما قمت إلى صلاة حتى مثلت لي جهنم‏.‏

وقال الحاكم‏:‏ هو لأهل الشام كمالك لأهل المدينة‏.‏

وفيها أبو روح سلام بن مسكين البصري‏.‏

روى عن الحسن والكبار‏.‏

قال أبو سلمة التبوذكي‏:‏ كان من أعبد أهل زمانه‏.‏

وفيها أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري بالإسكندرية‏.‏

روى عن أبي قبيل وطبقته‏.‏

وكان ذا عبادة وفضل وجلالة‏.‏

وفيها أبو عقيل يحيى بن المتوكل المدني بغداد روى عن بقية وابن المنكدر‏.‏

وليس بالقوي عندهم‏.‏

وفيها عبد العزيز بن مسلم بالبصرة‏.‏

روى عن مطر الوراق وطائفة‏.‏

وكان عابدًا قدرةً‏.‏

روى عنه يحيى السليحيني وقال‏:‏ كان من الأبدال‏.‏

وفيها القاسم بن الفضل الحداني بالبصرة‏.‏

روى عن ابن سيرين والكبار‏.‏

وكان كثير الحديث‏.‏

قال ابن مهدي‏:‏ هو من مشايخنا الثقات‏.‏

وفيها أبو هلال محمد بن سليم الراسبي بالبصرة‏.‏

روى عن الحسن والكبار‏.‏

وهو حسن الحديث‏.‏

وثقه أبو داود وغيره‏.‏

وفيها محمد بن طلحة بن مصرف اليامي الكوفي‏.‏

أحد المكثرين الثقات‏.‏

يروي عن أبيه وطبقته‏.‏

وفيها أبو حمزة محمد بن ميمون المروزي السكري‏.‏

ارتحل وأخذ عن زياد بن علاقة ونحوه‏.‏

وكان شيخ بلده في الحديث والفضل والعبادة‏.‏

وفيها أبو بكر الهذلي البصري الأخباري‏.‏

أحد الضعفاء‏.‏

واسمه سلمى‏.‏

روى عن الشعبي ومعاذة العدوية والقدماء‏.‏

وفيها قتل في الزندقة بشار بن برد البصري الأعمى شاعر العصر‏.‏

ن ثمان وستين ومائة فيها غزا المسلمون الروم لنقضهم الهدنة‏.‏

وفيها سار سعيد الجرشي في أربعين ألفًا إلى طبرستان‏.‏

وفيها مات السيد الأمير أبو محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب شيخ بني هاشم في زمانه وأمير المدينة للمنصور ووالد الست نفيسة‏.‏

خافه المنصور فحبسه‏.‏

ثم أخرجه المهدي وقربه‏.‏

ولم يزل معه حتى مات بطريق مكة معه عن خمس وثمانين سنة‏.‏

روى عن أبيه‏.‏

وفيها أبو الحجاح خارجة بن مصعب السرخسي من كبار المحدثين بخراسان‏.‏

رحل أخذ عن زيد بن أسلم وطبقته‏.‏

وهو صدوق كثير الغلط لا يحتج به‏.‏

وفيها سعيد بن بشير البصري ثم الدمشقي المحدث المشهور‏.‏

أكثر عن قتادة وطبقته‏.‏

قال أبو مسهر‏:‏ لم يكن في بلدنا أحفظ منه‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ محلة الصدق‏.‏

وضعفه وغيره‏.‏

وفيها على الصحيح قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي الكوفي الحافظ‏.‏

أحد علماء الحديث مع ضعفه‏.‏

على أن ابن عدي قال فيه عامة رواياته مستقيمة‏.‏

والقول فيه ما قال شعبة‏:‏ فإنه لا بأس به‏.‏

وقال عفان‏:‏ ثقة‏.‏

وقال أبو الوليد‏:‏ حضر شريك القاضي جنازة قيس بن ربيع فقال‏:‏ ما ترك بعده مثله‏.‏

قلت‏:‏ روى عن محارب بن دثار وطبقته‏.‏

وفيها الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي‏.‏

ولي عهد وقد توفي أبوه شابًا سنة ثمان ومائة‏.‏

وفيها فليح بن سليمان المدني مولى آل الخطاب‏.‏

روى عن نافع وطبقته‏.‏

وكان ثقة مشهودًا كثير العلم‏.‏

لينه ابن معين‏.‏

وفيها مندل بن علي العنزي الكوفي‏.‏

روى عن عبد الملك بن عمير وطبقته‏.‏

وكان صدوقًا مكثرًا في حديثه لين‏.‏

وفيها نافع بن يزيد المصري بن جعفر بن ربيعة وطبقته‏.‏

وكان أحد الثقات‏.‏

وفيها يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي‏.‏

روى عن إياس بن سلمة بن الأكوع وغيره‏.‏

وليس بالمكثر‏.‏

سنة تسع وستين ومائة فيها عزم المهدي على أن يقدم هارون في العهد ويؤخر موسى الهادي‏.‏

فطلبه وهو بجرجان ففهمها ولم يقدم‏.‏

فهم بالمصير إلى جرجان لذلك‏.‏

وفيها لثمان بقين من المحرم ساق المهدي واسمه أبو محمد بن عبد الله أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي خلف صيد فدخل الوحش خربة فدخل وقيل بل أكل طعامًا سمته جارية لضرتها فلما وضع يده فيه ما جسرت أن تقول هيأته لضرتي فيقال كان انجاص‏.‏

فأكل واحدة وصاح من جوفه ومات من الغد عن ثلاث وأربعين سنة‏.‏

وكانت خلافته عشر سنين وشهرًا‏.‏

وكان جوادًا ممدحًا محببًا إلى الناس‏.‏

وصولًا لأقاربه حسن الأخلاق حليمًا‏.‏

قصابًا للزنادقة‏.‏

وكان طويلًا أبيض مليحًا‏.‏

يقال إن المنصور خلف في الخزاين مائة ألف ألف وستين ألف ألف درهم ففرقها المهدي‏.‏

ولم يل الخلافة أحد أكرم منه ولا أبخل من أبيه ويقال إنه أعطى شاعرًا مرةً خمسين ألف دينار‏.‏

ولما مات أرسلوا بالخاتم والقضيب إلى الهادي‏.‏

فأسرع على البريد وقدم بغداد وبلغ في طلب الزنادقة وقتل منهم عدة‏.‏

وفيها خرج الحسين بن علي بن حسن بن حسن بن علي الحسيني بالمدينة وتابعة عدد كثير‏.‏

وحارب العساكر التي بالمدينة وقتل مقدمهم خالد البربري‏.‏

ثم تأهب وخرج في جمع إلى مكة فالتف عليه خلق كثير‏.‏

فأقبل عليه ركب العراق معهم جماعة من أمراء بني العباس بعدة وخيل‏.‏

فالتقوا بفج فقتل الحسين في مائة من أصحابه‏.‏

وقتل الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن الذي خرج أبوه زمن المنصور‏.‏

وهو جد الشرفاء الإدريسيين‏.‏

ثم تحيل الرشيد وبعث من سم إديس‏.‏

فقام بعده ابنه إدريس بن إدريس وتملك مدة‏.‏

وفيها توفي أبو السليل عبيد الله بن إياد بن لقيط الكوفي‏.‏

وله عن أبيه نسخة وكان عريف قومه بني سدوس‏.‏

وفيها أبو سعيد المؤدب ببغداد واسمه محمد بن مسلم‏.‏

وهو جزري روى عن عبد الكريم الجزري وحماد بن أبي سليمان وجماعة‏.‏

وهو مؤدب موسى الهادي‏.‏

وفيها نافع بن أبي نعيم أبو عبد الرحمن وقيل أبو رويم الليثي مولاهم قارىء أهل المدينة وأحد السبعة‏.‏

قال موسى بن طارق‏:‏ سمعته يقول‏:‏ قرأت على سبعين من التابعين‏.‏

وقال الليث‏:‏ حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة نافع ابن أبي نعيم‏.‏

وقال مالك‏:‏ نافع إمام الناس في القراءة‏.‏

قلت‏:‏ وثقه غير واحد وليس له رواية في الكتب الستة‏.‏

وفيها نافع بن عمر الجمحي المكي‏.‏

سمع ابن أبي مليكة وسعيد بن أبي هند وطائفة‏.‏

وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ كان من أثبت الناس‏.‏

سنة سبعين ومائة في ربيع الأول توفي الخليفة الهادي أبو محمد بن المهدي‏.‏

وكان طويلًا أبيض‏.‏

جسيمًا مات من قرحة أصابته‏.‏

وقيل قتلته أمه الخيزران لما هم بقتل أخيه الرشيد‏.‏

فعمدت لما وعك إلى أن غمته‏.‏

وعاش بضعًا وعشرين سنة‏.‏

فالله يسامحه وقد كان جبارًا ظالم النفس‏.‏

وفيها توفي أبو النضر جرير بن حازم الأزدي البصري أحد فصحاء البصرة ومحدثيها‏.‏

عمر دهرًا‏.‏

أختلط بأخرة فحجبه ابنه وهب‏.‏

فلم يرو شيئًا في اختلاطه‏.‏

روى عن الحسن والكبار‏.‏

وحضر جنازة ابن الطفيل بمكة‏.‏

وفيها الربيع بن يونس أبو الفضل حاجب المنصور والمهدي وفيها عبد الله بن جعفر المخزومي المدني‏.‏

روى عن عمة أبيه أم بكر بنت المسور بن مخرمة وجماعة من التابعين‏.‏

قال الواقدي‏:‏ كان عالمًا بالمغازي والفتوى‏.‏

وكان قصيرًا دميمًا‏.‏

وفيها محمد بن مهاجر الحمصي‏.‏

روى عن نافع وطبقته‏.‏

وآخر من حدث عنه أبو توبة الحلبي‏.‏

وفيها أبو معشر السندي واسمه نجيح بن عبد الرحمن المدني صاحب المغازي والأخبار‏.‏

قال ابن معين‏:‏ كان أميًا يتقى من حديثه المسند‏.‏

قلت‏:‏ روى عن محمد بن كعب القرظي والكبار‏.‏

واستصحبه المهدي معه لما حج إلى بغداد‏.‏

وقال‏:‏ يكون بحضرتنا ويفقه من حولنا وصله بألف دينار‏.‏

وكان أبيض أزرق سمينًا‏.‏

وقيل له السندي بن قبيل اللقب بالضد‏.‏

وفيها الوزير أبو عبيد الله واسمه معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري‏.‏

مولاهم كاتب المهدي ووزيره‏.‏

و كان من خيار الوزراء صاحب علم‏.‏

وعبارة وصدقات‏.‏

روى عن منصور بن المعتمر‏.‏

وفيها أو في حدودها محمد بن جعفر بن أبي كثير المدني مولى الأنصار‏.‏

أخذ عن زيد بن أسلم وطبقته‏.‏

وكان ثقة كثير العلم‏.‏

وأسباط بن نصر الهمداني الكوفي المفسر صاحب إسماعيل السدي‏.‏

سنة إحدى وسبعين ومائة فيها على الأصح توفي حبان بن علي العنزي أخو مندل‏.‏

وكان من فقهاء الكوفة‏.‏

وهو ضعيف‏.‏

روى عن عبد الملك بن عمير وطبقته‏.‏

وفيها أبو المنذر سلام بن سلم المزني مولاهم البصري ثم الكوفي النحوي المقرئ‏.‏

أخذ عن عاصم ابن أبي النجود وأبي عمرو‏.‏

وحدث عن ثابت البناني وغيره‏.‏

وهو شيخ يعقوب الحضرمي المقرئ‏.‏

وفيها أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم العمري المدني أخو عبيد الله بن عمرو روى عن نافع وجماعة وكان محدثًا صالحًا‏.‏

قال أحمد‏:‏ لا بأس به‏.‏

وفيها أبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع الكوفي‏.‏

روى عن عاصم الأحول وطبقته وتوفي كهلًا‏.‏

وقيل توفي سنة اثنتين وسبعين‏.‏

وفيها أو نحوها مات الأمير يزيد بن حاتم بن قصيبة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي البصري‏.‏

أحد الشجعان المذكورين‏.‏

ولي إمرة المغرب مدة طويلة‏.‏

وولي إمرة مصر قبل ذلك سبع سنين‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله حنظلة بن الغسيل المدني‏.‏

رأى سهل بن سعد وروى عن عكرمة والكبار‏.‏

وكان كثير الحديث ثقة جيلًا‏.‏

وفي هذه الحدود مات أبو دلامة الشاعر المشهور‏.‏

وكان عبدًا حبشيًا فصيحًا صاحب نوادر ومزاح‏.‏

فيها توفي الإمام بن محمد سليمان بن بلال المدني مولى آل أبي بكر الصديق روى عن عبد الله بن دينار وطبقته‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ كان بربريًا جميلًا حسن الهيئة عاقلًا‏.‏

كان يفتي بالمدينة‏.‏

وولي خراج المدينة‏.‏

وفيها أمير دمشق الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي ابن عم المنصور‏.‏

وهو الذي أنشأ القبة التي بجامع دمشق وتعرف بقبة المال‏.‏

وفي جمادى الأولى مات صاحب الأندلس الأمير أبو المطرف عبد الرحمن بن معاوية الأموي الدمشقي المعروف بالداخل‏.‏

فر إلى المغرب عند زوال دولتهم‏.‏

فقامت معه اليمانية‏.‏

وحارب يوسف الفهري متولي الأندلس وهزمه‏.‏

ومالك قرطبة في يوم الأضحى سنة ثمان وثلاثين ومائة وامتدت أيامه‏.‏

وكان عالمًا حسن السيرة‏.‏

عاش اثنتين وستين سنة‏.‏

وولي بعده ابنه هشام‏.‏

وبقيت الأندلس لعقبه إلى حدود الأربع مائة‏.‏

وفيها أو في سنة ست وسبعين صالح المري الزاهد‏.‏

واعظ البصرة‏.‏

روى عن الحسن وجماعة‏.‏

وحديثه ضعيف‏.‏

قال عفان‏:‏ كان شديد الخوف من الله إذأ قص كأنه ثكلى‏.‏

وفيها مهدي بن ميمون المعولي مولاهم البصري‏.‏

روى عن أبي رجاء العطاردي وابن سرين والكبار‏.‏

وفيها الوليد بن أبي ثور الهمداني الكوفي‏.‏

روى عن زياد بن علاقة وجماعة‏.‏

وهو ضعيف‏.‏

وفي حدودها معاوية بن سلام بن الأسود أبو سلام ممطور الحبشي ثم الشامي‏.‏

روىعن أبيه‏.‏

والزهري وجماعة‏.‏

قال يحيى بن معين‏:‏ أعده محدث أهل الشام‏.‏

سنة ثلاث وسبعين ومائة فيها وقيل سنة أربع إسماعيل بن زكريا الخلقاني الكوفي ببغداد روىعن العلاء بن عبد الرحمن وطبقته‏.‏

وعاش خمسًا وستين سنة‏.‏

وفيها أمير البصرة وفارس محمد بن سليمان بن علي ابن عم المنصور وله إحدى وخمسون سنة‏.‏

وكان الرشيد يبالغ في تعظيمه وإكرامه‏.‏

ولما مات احتوى على خزائنه فكانت خمسين ألف ألف درهم‏.‏

وفيها في رجب الإمام أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي الكوفي نزيل الجزيرة‏.‏

روى عن سماك بن حرب وطبقته‏.‏

وكان أحد الحفاظ الأعلام حتى بالغ فيه شعيب بن حرب وقال‏:‏ كان أحفظ من عشرين مثل شعبة‏.‏

وفيها أبو سعيد سلام بن أبي مطيع البصري‏.‏

روى عن أبي عمران الجوني وطائفة‏.‏

قال أحمد بن حنبل‏:‏ ثقة صاحب سنة‏.‏

وقال ابن عدي‏:‏ كان يعد من خطباء أهل البصرة وعقلائهم‏.‏

وفيها نوح الجامع‏.‏

وهو أبو عصمة نوح بن أبي مريم الفقيه قاضي مرو ولقب بالجامع لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى والحدديث عن حجاح بن أرطاة‏.‏

والمعازي عن ابن إسحاق والتفسير عن مقاتل ابن سليمان وهو متروك الحديث‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن أبي الموالي المدني مولى آل علي‏.‏

روى عن أبي جعفر الباقر وطائفة‏.‏

وضربه المنصور أربع مائة سوط على أن يدله على محمد بن عبد الله بن حسن فلم يدله‏.‏

وكان من شيعته‏.‏

وفيها جويرية بن أسماء بن عبيد الضبعي البصري‏.‏

روى عن نافع والزهري وكان ثقةً كثير الحديث‏.‏

فيها توفي في جمادى الآخرة الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الحضرمي الحافظ‏.‏

روى عن الأعرج وعطاء بن أبي رباح وخلق كثير‏.‏

قال أحمد بن صالح المصري‏:‏ كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابة للعلم‏.‏

وقال زيد بن الحباب‏:‏ سمعت سفيان الثوري يقول‏:‏ عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع‏.‏

وقال أحمد بن حنبل‏:‏ لم يكن بمصر مثل ابن لهيعة في كثرة حديثه وضبطه واتقانه‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ ليس بذاك القوي‏.‏

قلت‏:‏ وقد ولي قضاء مصر في خلافة ابن المنصور‏.‏

وفيها بكر بن مضر المصري من نيف وسبعين سنة‏.‏

روى عن أبي قبيل المصري المعافري وطائفة‏.‏

أكثر عنه قتيبة‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن أبي الزناد المدني ببغداد‏.‏

وكان فقيهًا مفتيًا‏.‏

قال ابن معين‏:‏ هو أثبت الناس في هشام بن عروة‏.‏

قلت‏:‏ وروى الكثير عن أبيه وطبقته‏.‏

وفيه ضعف يسير‏.‏

وفيها وقيل قبلها يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي‏.‏

رحل وحمل عن زيد بن أسلم وأكثر عن جعفر بن أبي المغيرة القمي‏.‏

وفيها الأمير روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب المهلبي أخو يزيد أحد القواد الكبار‏.‏

ولي إمرة الكوفة وغيرها‏.‏

سنة خمس وسبعين ومائة فيها هاجت العصبية والأهواء بالشام بين القيسية واليمانية‏.‏

ورأس القيسية يومئذ أبو الهيذام المري‏.‏

وقتل بيهنم بشر كثير‏.‏

وفيها توفي شيخ الديار المصرية وعالمها أبو الحارث الليث بن سعد الفمهي مولاهم الفقيه‏.‏

وأصله فارسي إصبهاني‏.‏

روى عن عطاء بن أبي رياح وابن أبي مليكة ونافع وخلق كثير‏.‏

توفي يوم الجمعة يوم نصف شعبان عن إحدى وثمانين سنة‏.‏

وكان إمامًا ثقة حجةً رفيعًا واسع العلم سخيًا جوادًا محتشمًا‏.‏

قال الشافعي‏:‏ الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به‏.‏

وكان أتبع للأثر مالك‏.‏

وقال يحيى بن بكير‏:‏ الليث أفقه بن مالك لكن الحظوة لمالك‏.‏

وقال محمد بن رمح‏:‏ كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار فما أوجب الله عليه زكاة درهمٍ‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان نائب مصر وقاضيها من تحت أوامر الليث‏.‏

وإذا رابه من أحدهم شيء كاتب فيه فيعزل‏.‏

وقد أراده المنصور أن يلي إمرة مصر فامتنع‏.‏

وفيها أبو الله حزم بن أبي حزم القطعي أخو سهيل روى عن الحسن وجماعة‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ هو من ثقات من بقي بن أصحاب الحسن‏.‏

وفيها داود بن عبد الرحمن العطار المكي روى عن عمرو بن دينار وجماعة‏.‏

قال الشافعي‏:‏ ما رأيت أورع منه‏.‏

وفيها قاضي الكوفة أبو عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي‏.‏

روى عن عبد الملك بن عمير وطبقته‏.‏

قال أحمد‏:‏ كان ثقة صاحب نحو وشعر‏.‏

وكان لا يأخذ على القضاء رزقًا‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ كان أروى الناس للحديث والشعر وأعلمهم بالعربية والفقه‏.‏

وفيها على أحد الأقول وقيل قبلها وبعدها الخليل بن أحمد الأزردي البصري أبو عبد الرحمن‏.‏

صاحب العربية والعروض‏.‏

روى عن أيوب السيختياني وطائفة‏.‏

وكان إمامًا كبير القدر في لسان العرب خيرًا متواضعًا فيه زهد وتعفف‏.‏

صنف كتاب العين في اللغة‏.‏

ويقال إنه حج فدعا أن يرزق علمًا لم يسبق إليه‏.‏

فرجع وقد فتح عليه بعلم العروض فوضعه ورتبه فيها افتتح المسلمون مدينة دبسة من أرض الروم بعد حرب طويلة‏.‏

وفيها اشتد البلاء والقتل بين القيسية واليمانية بالشام‏.‏

واستمرت بينهم إحن وأحقاد ودماء يهيجون لأجلها في كل وقت وإلى اليوم‏.‏

وفيها توفي قاضي بغداد للرشيد أبو عبد الله سعيد بن عبد الرحمن الجمحي المدني‏.‏

روى عن عبد الرحمن بن القاسم وطبقته‏.‏

وكان من أولي العلم والصلاح‏.‏

وفيها وقيل في التي تليها عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري‏.‏

روى عن كليب بن وائل وطائفة كبيرة‏.‏

وفيها في ربيع الأول أبو عوانة الوضاح مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز الحافظ أحد الأعلام‏.‏

رأى الحسن وروى عن قتادة وخلق‏.‏

قال يحيى القطان‏:‏ ما أشيه حديثه بحديث سفيان وشعبة‏.‏

وقال عفان‏:‏ هو عندنا أصح حديثًا بن شُعْبة‏.‏

وقال غيره‏:‏ هو من سبي جُرْجان‏.‏

سنة سبع وسبعين ومائة

فيها توفي عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد الذي قيل إنه صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة‏.‏

ومن مواعظه قوله‏:‏ ألا تستحيون من طول ما لا تستحيون‏.‏

روى عن الحسن وجماعة وهو متروكُ الحديث‏.‏

وفبها شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي أبو عبد الله‏.‏

أحد الأعلام عن نيف وثمانين سنة‏.‏

روى عن سلمة بن كهيل والكبار‏.‏

سمع منه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث‏.‏

قال ابن المبارك‏:‏ هو أعلم بحديث بلده من سفيان الثوري‏.‏

وقال النسائي‏:‏ ليس به بأس‏.‏

وقال غيره‏:‏ فقيه إمام لكنه يغلظ‏.‏

وفيها محمد بن مسلم الطائفي المكي‏.‏

روى عن عمرو بن دينار وجماعة‏.‏

وقال ابن مهدي‏:‏ كتُبه صحاح‏.‏

وفيها مُوسى بن أعْيَن الحَراني‏.‏

رحل إلى العراق وأخذ عن عبد الله ابن محمد بن عقيل وطبقته‏.‏

فأكثر‏.‏

وفيها أبو خالد يزيد بن عطاء الَيْشُكري الواسطي‏.‏

روى عن علقمة بن مَرْثد وطبقته‏.‏

وليس وفيها أو في حدودها عبد العزيز بن المختار البصري الدباغ روى عن ثابت البناني وجماعة‏.‏

سنة ثمان وسبعين ومائة فيها توفي جعفر بن سليمان الضبعي بالبصرة‏.‏

روى عن أبي عمران الجوني وطائفة‏.‏

وكان أحد علماء البصرة‏.‏

وفيه تشيع‏.‏

أخذ ذلك عنه عبد الرزاق باليمن‏.‏

وفيها عبثر بن القاسم أبو زبيد الكوفي‏.‏

روى عن حصين بن عبد الرحمن وجماعة‏.‏

ذكره أبو داود فقال‏:‏ ثقة ثقة‏.‏

وفيها عبد الله بن علي بن جعفر بن نجيع السعدي مولاهم المديني نزيل البصرة ووالد على المديني‏.‏

روى عن عبد الله بن دينار وطبقته‏.‏

وهو ضعيف الحديث‏.‏